تعرضت شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة المتجهة إلى باريس لأعمال تخريبية، مما أدى إلى شلل في العديد من الخطوط التي تربط العاصمة الفرنسية ببقية البلاد والدول المجاورة، وذلك قبل ساعات من حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.
أكد وزير النقل، باتريس فيرغريت، أن التحقيقات تشير إلى أن الحرائق التي شبت على المسارات كانت نتيجة أعمال إجرامية، موضحاً أنه تم العثور على أجهزة حارقة في مواقع الحوادث.
في تصريحات عبر قناة بي إف إم التلفزيونية، أشار فيرغريت إلى أن ثلاثة حرائق اندلعت بالقرب من خطوط أتلانتيك، ونورد، وإيست عالية السرعة، مما أثر بشدة على محطة مونبارناس الرئيسية في باريس. وقد امتلئت قاعة المحطة بالمسافرين، بحسب ما أظهرته مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
مع وقوع هذه الأحداث، أوضح قائد الشرطة لوران نونيز أن قوات الأمن ركزت جهودها في محطات القطارات بعد “الهجوم الضخم” الذي عطل حركة القطارات فائقة السرعة. ونتيجة لذلك، تأثرت الرحلات المتجهة إلى لندن عبر القنال الإنجليزي، وكذلك إلى بلجيكا، بالإضافة إلى مناطق غرب وشمال وشرق فرنسا.
أدانت الحكومة الفرنسية تلك الأعمال التخريبية، مؤكدة في الوقت نفسه عدم وجود علامة فورية على ارتباطها بالألعاب الأولمبية. تقوم الشرطة الوطنية بإجراء تحقيقات مكثفة لفهم الظروف المحيطة بالحرائق المتزامنة.
من جهتها، أكدت وزيرة الرياضة، أميلي أوديا كاستيرا، أن السلطات تعمل على ضمان نقل الرياضيين والوفود إلى مواقع المنافسات دون تأخير، واصفة الهجمات بأنها “لعب ضد الأولمبياد هو لعب ضد فرنسا”.
في العاصمة البريطانية لندن، تم تنبيه المسافرين في محطة سانت بانكراس إلى تأخيرات تصل إلى ساعة في رحلاتهم بالقطارات المتجهة إلى باريس بسبب مشكلة في إمدادات الطاقة العلوية.
في ظل هذه الأجواء المضطربة والإجراءات الأمنية المشددة استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية 2024، كانت العديد من الخطط لتأجيل الرحلات قيد التنفيذ. وأعلنت شركة السكك الحديدية الوطنية (إس إن سي إف) في بيان صحفي أن الاضطرابات قد تستمر “طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل”، وناشدت الركاب تأجيل رحلاتهم وعدم الذهاب إلى المحطات.
أوضحت فاليري بيكريس، رئيسة المجلس الإقليمي لمنطقة باريس الكبرى، أن نحو 250 ألف مسافر تأثروا بهذه الأحداث، مؤكدة أن العمل جار لتوفير بدائل للمسافرين المتضررين.